تطبيق لتحضير مجزوءة الوضع البشري

مدخل :من نص سردي إلى تأطير عام للمجزوءة ومفاهيمها:
     عندما يسترجع الكاتب والروائي المغربي"عبد القادر الشاوي"،في روايته "دليل العنفوان"،مجموع ذكرياته وتجاربه،ومن ضمنها تجربة الفصل الدراسي،مع أستاذ مادة الفلسفة؛فإنه يحاول من خلال ذلك،الوقوف عند حدث بارز كان له بالغ الأثر في تغيير مجرى حياته.حدث سمح له بأن يستكشف في ذاته قدرات فكرية لم يكن من الممكن الوعي بها لولا ثناء الأستاذ واستحسانه له.لقد" أغرقه في خجل بارد" أمام الآخرين،وأظهره على غير ما كان يتوقع لنفسه. وبفضل حضور شخصية المدرس،أصبح الكاتب يشعر بالتغير في ذاته،ويقر به مصرحا:"هكذا تحولت".ولا ينظر الكاتب إلى تجربته في الحياة معزولة عن الذوات والتجارب الإنسانية الأخرى،بل يضع نفسه كشخص ضمن شبكة من  العلاقات والأبعاد التي تتضافر لتحدد وضع الإنسان في هذا الوجود.
أسئلة موجهة للاشتغال على الوضعية ـ المشكلة:
بعد قراءة المقطع،يتم مناقشته انطلاقا من الأسئلة التالية:
ـ ما هو الحدث الرئيسي في هذا المقطع؟مكانه؟شخوصه؟
ـ ما رد فعل الكاتب/الراوي؟ وما الذي يبرر ذلك الرد؟
ـ ما دلالة جملة:"هكذا تحولت؟"من الذي تحول:ومن الذي يقر بالتحول؟
ينتظر من الاشتغال على الوضعية ـ المشكلة الوقوف عند  دلالة الوضع البشري،والتداخل بين الذاتي والموضوعي كمحددين لهذا الوضع،لتبرز أهمية الوعي والغير والزمن، ومؤسسات المجتمع(البعد الموضوعي)،ثم توليد  التقابل بين الشخص والشيء،وفي هذا  التأطير لا بد من استحضار ما ورد في وثيقة المنهاج(التماسك):إن الوضع البشري  يتميز بتداخل ثلاثة أبعاد،وهي: البعد الذاتي المتحدد بالوعي والقدرة على تمثل الذات وتملكها من خلال التفكير المتباعد،البعد التفاعلي المتمثل في علاقة التأثير المتبادل مع الغير،وأخيرا البعد التاريخي،الذي يبرز انتماء الإنسان،بوصفه امتدادا إلى تاريخ يتجاوزه،إلى الجماعة وإلى تاريخها. يتحدد هذا الوضع إذن بتداخل أبعاد متعددة،وتقاطع محددات متباينة ومتشابكة:فالكائن البشري،يجد ذاته،وبشكل قبلي،في مواجهة جملة من الإشراطات والإكراهات العامة والمطلقة: 
الزمن،المرض،الموت،التاريخ،الشغل،الوعي ...إنها محددات قبلية(موضوعية) تفرض ذاتها بقوة على مسار حياته فتخضعه لضرورات وحتميات وجودية،وبيولوجية،ونفسية،واجتماعية وجودية...إلا أنها مع ذلك،لا تجعل منه موضوعا أو شيئا،كباقي أشياء العالم،التي تخضع خضوعا سلبيا لحتميات وقوانين الطبيعة.فهو كائن، وهو أيضا شخص عاقل ومسؤول،يحمل في ذاته كل القيم التي يرسخها في تفاعله مع الأغيار.(البعد الذاتي للوضع البشري)
تقويم:
ما دلالة التقابل بين الإنسان والشيء؟ في 5 أسطر.
الهدف صياغة مقدمة:

المهم في هذا التقويم هو قياس مدى قدرة التلميذ،في صياغة المقدمة،على استحضار المفاهيم الواردة في التأطير وتشغيلها  إجرائيا، المفاهيم:الموضوعي،الذاتي،الحتميات،الوعي،الإرادة،التفكير،الشخص،الشيء...

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من هم الفلاسفة الطبيعيون أو الحكماء الطبيعيون السبعة؟

الحرية والقانون Freedom and Law

تحليل نص روسو : أساس المجتمع