التحضير الكلي لمجزوءة في الفلسفة والكفايات المهنية المطلوبة
صحيح أن الدرس هو ما يبنى مع التلميذ،وفي
حضوره الإيجابي داخل الحصة،وصحيح أيضا أن إنجاز الدرس يقتضي بالضرورة مكتسبات
سابقة وكفايات مفترضة عند التلميذ؛لكن بالمقابل،يقتضي إنجاز الدرس تحضيرا مفكرا
فيه بشكل قبلي،وتخطيطا يستدعي تنظيما عقلانيا للمادة المعرفية وللزمن العام كملك
مشترك،مع ما يتطلبه ذلك من اقتصاد في الجهد والزمن.
الهدف من مكون التحضير
الكلي للمجزوءة
يتوخى هذا المكون(داخل مصوغة
ديداكتيك المادة) الرفع من مردودية المدرس وفعاليته،سواء أثناء تحضير مجزوءة ما أو
أثناء إنجازها.وتحقيق ذلك يمكن أن يتم من خلال العمل على تحديد واضح لبعض الكفايات
المهنية والعمل على تنميتها وتطويرها.ومن بين هذه الكفايات،يمكن الوقوف عند تلك
المرتبطة بتحضير المجزوءة وإنجازها،وهي:
1ـ الكفاية المنهجية:الوضوح
والتماسك في البناء والإنجاز،
2ـ الكفاية التواصلية:تنويع طرق
التدريس والتبليغ،
3ـ الكفاية التوجيهية:تشغيل
التلميذ، وتدريبه على كفايات وقدرات محددة، داخل الفصل وخارجه.
1ـ الكفاية المنهجية:
يمكن إبراز هذه الكفاية في القدرات التالية:
1ـ1
وضوح في الكفايات والقدرات والقيم المستهدفة،المؤشرات:التحديد الواضح
للكفايات والقدرات والمؤشرات وأنماط التقويم في علاقة ذلك بالمنهاج،وترسيخ القيم
الأخلاقية والجمالية...
1ـ2
وضوح المجال النظري للمجزوءة،المؤشرات:استحضار وثيقة المنهاج،صياغة دقيقة
للمجال النظري (مع الحد الأدنى المعرفي)،ولأهم إشكالاته،تقويمه،
استحضار وثيقة المنهاج وتاريخ
الفلسفة،تحديد الإشكالات العامة لمفاهيم المجزوءة ..
1ـ3 وضوح اللغة المستعملة.المؤشرات:اعتماد
القاموس والمعاجم المتخصصة،مساءلة دائمة للغة المدرس ولغة التلميذ،تخصيص جانب من
السبورة للمفاهيم،وضع هوامش في دفتر التلميذ للمفردات والمفاهيم...
1ـ4 وضوح معالم الفهم والترسيخ.المؤشرات:إبراز
الإشكال المطروح،إبراز المضمون الأساسي،تحديد شبكة المفاهيم الأساسية،تركيب جزئي
للمحاور...
1ـ5 تماسك مفاهيم المجزوءة،وتماسك محاور
المفاهيم.المؤشرات:تأطير المجزوءة في علاقته بالمفاهيم،التركيبات والانتقال
المنطقي من مفهوم إلى آخر،ومن محور إلى آخر،
1ـ6 تماسك
بين التقويم والكفايات المستهدفة في علاقة ذلك بالمراقبة المستمرة والأطر
المرجعية.المؤشرات:صياغة القدرات ومؤشراتها،تحديد أنماط التقويم،استحضار المذكرة
الخاصة بالتقويم،الأطر المرجعية...
2ـ الكفاية
التواصلية، وتتجلى في القدرات التالية:
2ـ1 اعتماد
الإلقاء المنظم عند التقديمات النظرية للمجزوءة وللمفاهيم.المؤشرات:استثمار تاريخ
الفلسفة،مع ما يتطلبه ذلك من دعامات(أشرطة،جداول،نصوص قصيرة...)،استعمال أمثلة
مناسبة، استثمار منظم للمكتسب،استغلال جيد للسبورة،استثمار وظيفي للكتاب المدرسي
...
2ـ2 اعتماد
الحوار،المتعدد الأنماط(أستاذ ـ تلميذ،تلميذ ـ أستاذ،تلميذ ـ تلميذ) عند:
استكشاف المجال النظري للمجزوءة أو
المفهوم،عند البناء الإشكالي للمجزوءة
والمفاهيم،واستخراج الحجاج،عند الاشتغال على الوضعية ـ المشكلة...
المؤشرات: الاشتغال المنظم على الوضعية ـ المشكلة،بناء
التركيب وعناصر الانتقال،فحص البنية الحجاجية لأطروحة ما أو اقتراح نمط حجاجي
مغاير:من المحسوس إلى المجرد،من مثال إلى الفكرة...
2ـ3 القدرة
على الإنصات للتلميذ.المؤشرات:تصحيح الإجابات،استثمارها،تطويرها...
2ـ4 اعتماد
الأسئلة الموجهة للحوار.المؤشرات: أسئلة التفكير،أسئلة القراءة،أسئلة تحليل النصوص
ومناقشتها...
2ـ5 اعتماد خطة لتوجيه عمل
المجموعات.المؤشرات:تنظيم ورشات الكتابة أو مشاهدة وثيقة سمعية ـ بصرية،توزيع
الفصل إلى مجموعات،توزيع المهام المحددة لكل
مجموعة...
3ـ الكفاية التوجيهية:
وأخيرا يمكن تحديد قدرات الكفاية الثالثة فيما يأتي:
3 ـ1 القدرة على خلق الرغبة في التعلم،
التحفيز.المؤشرات:إبراز أهمية المادة،أهمية الإشكال،الدعامات،امتدادات المادة
المعرفية لتشمل التجربة الذاتية وطريقة التفكير،التمثلات،القيم...
3ـ2 القدرة
على تشغيل التلميذ خارج الفصل.المؤشرات: التهييء القبلي للحصة باعتماد الكتاب
المدرسي،عروض،اشتغال على القواميس والمعاجم،البحث في شبكة الأنترنيت...
3 ـ3 القدرة
على تشغيل التلميذ داخل الفصل.المؤشرات:الاشتغال المنظم على النصوص قراءة وتحليلا
ومناقشة،التركيبات الجزئية والكلية،ورشات الكتابة الجزئية والكلية...
3ـ4 القدرة
على تحريك تعلمات التلميذ وإدماجه.المؤشرات:إعادة التفكير في التجربة الذاتية أو
الجماعية،قراءة وثيقة،قراءة حدث راهني،مشاهدة شريط والتعليق عليه انطلاقا من
المكتسب،امتدادات الإشكالات في حقول معرفية غير فلسفية...
3ـ5 القدرة على تعزيز المكتسب:أخذ نقط وبناء
ملخصات فردية أو جماعية،تهيئ
ملفات أو
مشاريع...
الخلاصة:
إن هذه الكفايات الثلاث لا يمكن أن تقوم لها قائمة في غياب الكفاية المعرفية(وكفايات أخرى) والتي
هي أساس كل تحضير وكل درس،وإن كنا قد ركزنا فقط على الكفايات السابقة،فذلك مرده
إلى اختيارات منهجية وتنظيمية.