مجزوءة الوضع البشري : تقديم

تقديم الوضع البشري 


    اشتهرت الفلسفة كتفكير شمولي يتناول بالتأمل والتساؤل والبحث كل المواضيع، وأهمها الإنسان، انطلاقا من وعي الفلاسفة بأن "كل فلسفة تؤسس خارج الإنسان وبمعزل عنه لا يمكن اعتبارها فلسفة
كما عبر عن ذلك فيورباخ. ومن هنا شكل الإنسان مركز اهتمام الفلسفة، واعتبرت قضاياه موضوعا للنقاش الفلسفي. ومن أهم هذه القضايا وجوده في العالم وشروط هذا الوجود وحالاته وأبعاده، التي يمكن اختزالها في موضوع " الوضع البشري" Statut Humain  أو ما يسميه البعض الشرط الإنساني condition  humaine  . وهو يشير إلى السياق العام الذي يخضع له الأشخاص في وجودهم، باستحضار شروط وضرورات هذا الوجود. (أو ما يسميه البعض الطبيعة الإنسانية، من خلال تحديد جوهرها وماهيتها). ذلك أن الوجود الإنساني مشروط بضرورات ومقومات منها ما هو موضوعي، ومنها ما هو ذاتي. فالإنسان يوجد في هذا العالم كشخص وكذات، في نموها وتطورها، تمتلك خصائص جوهرية أهمها الاستقلالية والحرية تميزها عن موضوعات العالم. لكن الشخص، في الوقت نفسه، يوجد كجزء من العالم الموضوعي المشترك بينه وبين الغير، الذي قد يشكل وجوده والعلاقة معه إغناء لوجود الشخص أو حصرا وتضييقا على حريته... وهو ما يجعل وضعه هذا يثير إشكالات عدة تضع ماهيته وحريته وقيمته وكذا علاقته بالغير موضع تساؤل... ويمكن اختزال هذا التساؤل في سؤال كبير وعام هو: ( ما وضع الإنسان في العالم؟ هل هو وضع خاضع للضرورة أم منفتح على الحرية؟) هل الوضع البشري خاضع للضرورة أم منفتح على الحرية؟
-        ما يمكن الاحتفاظ به:

الوضع البشري هو الحالة التي يوجد عليها الإنسان في العالم ويشكل مجموع المحددات والشروط التي تشرط الوجود الإنساني وتجعله ممكنا في مختلف أبعاده الذاتية التي يمثلها الشخص والعلائقية التي يمثلها الغير. والمفارقة تتمثل في أن هذا الوجود خاضع للضرورة لكنه منفتح أيضا على الحرية.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من هم الفلاسفة الطبيعيون أو الحكماء الطبيعيون السبعة؟

الحرية والقانون Freedom and Law

تحليل نص روسو : أساس المجتمع