مهارات الاستعداد والتحفيز على الدخول المدرسي -الجزء الثالث-
الجانب الاجتماعي:
بعد أن استعرضنا في الجزء الأول الجانب النفسي ودوره في الإعداد لدخول مدرسي جيد نعرض في هذا الجزء الجانب الثاني وهو الجانب الاجتماعي .
نقصد بهذا الجانب
المجتمع بكل مكوناته مؤسسات أو أفرادا: أسرة، مدرسة، أصدقاء ... وعموما مجموع
العلاقات التي تربط الفرد بالآخرين...
تشكل المدرسة بالنسبة
للمجتمع مصدر إلهام من جهة، ومصدر إيلام من جهة أخرى، تبعا للنظرة المجتمعية لها. ذلك
أن المدرسة بالنسبة لفئة من الناس ملهمة، باعتبارها الطريق إلى التفوق، وتسلق
درجات السلم الاجتماعي، والحصول على الوظيفة المريحة وضمان المستقبل الزاهر. وهي
أيضا فرصة "للتخلص" من الأطفال المشاغبين وتصدير ذلك إلى المدرسين،
فالمدرسة تجعل الآباء في راحة من الانشغال بمشاكل الأبناء ومتابعتهم طوال اليوم،
فهي مجرد مكان يمضي فيه الأبناء بعض الوقت.
ينظر إلى المدرسة أيضا كعبء يثقل كاهل الآباء،
عند بداية كل موسم دراسي . وبالتالي يرتبط في لا وعي الطفل بالألم الذي قد يبدو أن
هذا الطفل جزء منه. والمشكل أن هذا الإيلام يتعدى الأسرة إلى المجتمع الذي لا يقدر
العلم والتعلم، بل ينظر إليه كمجال لاستنزاف الجيوب والخزائن: جيوب الآباء وخزائن
الدولة وبالتالي يشكل مشكلا.. ينبغي حله أو التخلص منه. إضافة إلى ذلك فالوضعية
الاقتصادية تلقي بظلها على نفسية الآباء والتلاميذ، زد على ذلك تعرض أصحاب الشواهد
العليا المطالبين بالشغل للإهانة والضرب
من طرف السلطة...
زد على ذلك الأفكار
المسبقة والرسائل السلبية التي يتلقاها التلاميذ حول الدراسة من طرف الآباء أو
الأساتذة أو الأصدقاء خصوصا حول مواد (الفرنسية – الرياضيات) أو مستويات دراسية
بعينها (السادس - الثالثة إعدادي- الثانية باك). زرع هذه الإيحاءات السلبية في لا
وعي التلميذ يشكل عائقا يحول دون إقباله على الدراسة بالشكل المطلوب. وهنا تصبح
المدرسة شرا لابد منه.
إن المدرسة الأولى هي
الأسرة. لذلك فهي مسؤولة عن رسم صورة رائعة وممتعة في ذهن التلميذ وتحبيبه في
المدرسة، على اعتبار أنها مكان لإثبات الذات، والاستمتاع بتلقي المعرفة. وربط ذلك
بالوازع الديني (طلب العلم) يلعب دورا كبيرا في الإحساس بالمسؤولية ورفع الحافزية لدى المتعلم.
وعلى كل حال يظل
المجتمع مصدر القيم والمدافع عنها لتثبيتها في نفوس أفراده ومنها قيمة العلم. لذلك
عليه أن يعمل على الإعلاء من قيمة العلم وطلبته، والتشجيع عليه بالشكل الذي يجعل
هذه القيمة ممتعة ومفيدة ومناسبة لميول المتعلم وطموحه وحاجات المجتمع.