تجربتي مع الكتاب المدرسي عوالم الفلسفة
كتاب عوالم الفلسفة أتاح لي فرصة الاشتغال مع تلاميذي بطريقة أخرى تجمع الفائدة والمتعة، أو ما يمكنني ان أسميه " التفلسف الممتع"، خصوصا مع تلامذتنا المبتدئين الذين بدؤوا رحلة التعرف على الفلسفة، لذلك كان من حسن الاستقبال
إثارة تفكيرهم النقدي المرتبط بالعقل وكذا استثمار المتعة لديهم المرتبطة باللاوعي. وهذا ما كنت احرص عليه. وازداد هذا الحرص بعد أن بدأت رحلتي الخاصة في سلوك عوالم أخرى هي عوالم التنمية البشرية التي لا تختلف كثيرا عن عوالم الفلسفة من أجهل فهم أكثر للطبيعة الإنسانية رغبة في التغيير إلى الأحسن، وكان هم التجديد والإبداع في الدرس الفلسفي حاضرا بقوة، وهنا اكتشفت أن الحديث عن العقل ولا شيء غير العقل تجاوز خطير في حقيقة هذا الإنسان أو هو اختزال لا يليق بالفلسفة أن تسقط في سطحيته، وازداد اعتقادي بأن الدرس الفلسفي لا ينفك فيه جانب الفائدة العقلية عن المتعة والرغبة اللاواعية لدى التلميذ وربما لدى الأستاذ أيضا...وفي زمن الانفتاح أخذت من البرمجة اللغوية العصبية ومن التنويم الإيحائي والتفكير الإيجابي واللغة الإيريكسونية وهندسة التفوق الدراسي، وكانت الرحلة ماتعة وشائقة ولا زالت ...
جاءني كتاب عوالم الفلسفة في لقيا بلا ميعاد، فما أجملها من لقيا - كما يقول الراحل نزار قباني في قصيدته الرائعة غرناطة- في لقيا مع الكاتب وصاحب الكتاب الذي كان صاحبا لي في المدرسة العليا للأساتذة بمكناس فوج 95-96. لقد وجدت ما كنت أبحث عنه وهنا أجدني أكثر تصديقا للعبارة " ما تركز عليه تحصل عليه"أو " ما تركز عليه ينجذب إليك". كتاب وصديق قديم.
يتضمن الكتاب بناء للدرس الفلسفي يستحضر الثوابت ، لكن بطريقة جديدة أبدع في إعادة صياغتها صاحبا الكتاب. ففيه تجد إشكالات أكثر عمقا واستفزازا لعقل التلميذ ونصوصا فلسفية وغير فلسفية قيمة (ابن رشد الفيلسوف/ ابن الصلاح الفقيه)، وتحديدات مفاهيمية مصاغة بشكل متدرج، وألعابا فكرية تشتغل على ملكة الحس السليم في بناء الاستدلال المنطقي ( لغز من سرق المجوهرات) وطرائف ونكت فلسفية (الديك والاستقراء الخاطئ) ... ليكتشف التلميذ في آخر الكتاب أنه كان بصدد نمط جديد من التفكير هو عالم الفلسفة الرحب. أو لنقل عوالم الفلسفة.
الكتاب من تأليف الأستاذين : شفيق اكريكر و محمد بوتنبات
صدر أواخر شهرأبريل 2012 عن دار الثقافة للنشر والتوزيع
ثمن الكتاب 35 درهما