الواجب المترصد لكل مخالف
الواجب المترصد لكل مخالف
يرفض النورسي الامتثال للقوانين والواجبات الجديدة،
يرفض نزع العمامة عن رأسه،
ويرفض التخلي عن إيمانه وعن تعليمه الناس والمحافظة عليه في القلوب.
يموت سعيد النورسي رجلا حرا منافحا عن عقيدته ومبادئه،
وقد كلفه ذلك التضحية بمتع الحياة. فهو لم يتزوج ولم ينجب ولم يكن له بيت أو مال،
كل ما كان يملك إرادة صلبة وقلب كبير عامر بالإيمان والحب والأمل والتفاؤل،
وعقل لا يكف عن التفكير وطلب العمل والتأليف...
وسلة يحملها معه أينما حل وارتحل بها إبريق قهوة وسخان وفناجين.
تلاحق القوانين والواجبات النورسي في قبره الذي لا ينبغي
أن يسكنه كما يشاء بل كما تشاء السلطة، لأنه يخرق القانون.
فقد تحول القبر إلى مزار للأتباع.
يحفر الواجب القبر وينبشه ليستخرج الجثة من كفنها ويطير بها بعيدا إلى مكان مجهول.
كوحش مفترس، يترصد الواجب كل حركة خارجة على القانون،
جاثما على الصدور وعلى الأنفاس، بل حتى على جثت الأموات خائفا
من عودة الروح إليها، روح التمرد والرفض،
فلا صوت ينبغي أن يعلو على صوت الواجب على صوت الطاعة والانصياع والامتثال.