المدرسة الوضعانية في التاريخ
هي أهم المدارس التاريخية وتسمى أيضا بالوثائقية لأنها اعتبرت الوثائق مادة الملاحظة والتجريب لإعادة بناء الأحداث التاريخية بدقة وموضوعية. تتمثل الوثائق في السجلات والأرشيف والمعاهدات والمراسلات والنقود وغيرها.. و مهمة المؤرخ جمع تلك الوثائق باعتبارها آثارا دالة على الحدث .
• الخطوات المنهجية للمدرسة الوضعية:
1- جمع الوثائق وتنظيمها وفهرستها وتبويبها.
2- نقد الوثائق خارجيا وداخليا:
خارجيا: يهتم المؤرخ في هذا المستوى بتحقيق تاريخ كتابة الوثيقة٬ ومكان كتابتها وطبيعتها٬ ومدى موضوعيتها وصدق معلوماتها (أي هل هي مزيفة أم أصلية).
داخليا: يقوم المؤرخ بتحليل محتوى الوثيقة٬ ونقدها نقدا إيجابيا للتأكد مما قاله صاحبها ثم يعمل على فهم وتحديد الظروف التي كتبت فيها الوثيقة من أجل مراقبة أقوال الكاتب. وهنا لابد من التذكير بحدود تعامل المؤرخ مع الوثيقة من خلال ما قاله فان رانكه بأن « مهمة المؤرخ تتمثل في وصف ما وقع حقيقة في الماضي وليس في تقييم ذلك» .
3- عملية التركيب والتأليف: وتضم مقارنة الوثائق للتأكد من الحدث التاريخي ثم تجميع الأحداث في أطر عامة مثل: المعطيات الطبيعية٬ والأنشطة الاقتصادية٬ والفئات الاجتماعية٬ والمؤسسات السياسية٬ بالإضافة إلى إقامة العلاقات بين هذه الأحداث. وأخيرا تتم عملية التأليف حيث يحاول المؤرخ إصدار بعض الأحكام العامة٬ وإعطاء بعض التأويلات مع التحفظ.