نقد كارل بوبر للمنهج التجريبي
يقول الفيلسوف النمساوي كارل بوبر إنه جرت
العادة على تسمية الانتقال من القضايا الجزئية (التي تصف نتائج الملاحظات والتجارب
التي يقوم بها العلماء) إلى قضايا كلية بانه استدلال استقرائي.
ويعقب فورا قائلا" لكن ذلك أبعد ما يكون عن الوضوح، من وجهةنظر منطقية. فليس هناك ما يسوغ استدلال قضايا كلية من قضايا جزئية مهما كان عددها. لأن أي نتيجة مستدلة بحسب ذلك المنوال، يمكن أن ينتهي بها الأمر دائما لتكون خاطئة. ومهما كان عدد الحالات التي نلاحظ فيها إوزا أبيض فإن ذلك كله لا يسوغ الاستنتاج بأن الأوز، كله، أبيض".
ويعقب فورا قائلا" لكن ذلك أبعد ما يكون عن الوضوح، من وجهةنظر منطقية. فليس هناك ما يسوغ استدلال قضايا كلية من قضايا جزئية مهما كان عددها. لأن أي نتيجة مستدلة بحسب ذلك المنوال، يمكن أن ينتهي بها الأمر دائما لتكون خاطئة. ومهما كان عدد الحالات التي نلاحظ فيها إوزا أبيض فإن ذلك كله لا يسوغ الاستنتاج بأن الأوز، كله، أبيض".
إشكالية تسويغ
الاستدلال الاستقرائي هي ما صار يعرف بإشكالية الاستقراء. ويمكن صياغة هذه
الإشكالية بالقول، إنها مختصة بالشك بصواب Validity القضايا الكلية
المبنية على التجربة، مثل فرضيات العلوم التجريبية وأنظمتها النظرية. وبعد نقده
رفضه منهج الاستقراء، يضع بوبر منهجا جديدا يسميه: منهج الفحص الاستدلالي . ومفاده
المختصر، هو أن الفرضية يمكن فحصها تجريبيا فقط، وفقط بعد وضعها. وهذا المنهج يمكن
تسميته المذهب الاستدلالي في مقابل المذهب الاستقرائي.
وبعد أن يتوسع
بوبر في شرح مذهبه الجديد في منطق العلوم، يعود ليحسم موقفه منالمذهب الآخر
قائلا،وبصورة قاطعة:"والآن، في نظري، لا يوجد شيء اسمه استقراء" عانيا
طبعا، الاستقراء في العلوم الطبيعية.
ويعطي بوبر هذا
المنهج اسما آخر في مقابل ما عرف بمنهج الوضعيين المنطقيين الذي يعرف معنى القضية
بإمكانية التحقق من صدقها تجريبيا Verifiablity، وهو اسم: إمكانية
تكذيب القضية أو التحقق من عدم صدقها Falsifiability بالفحص
.
من كتاب : بنية الثورات العلمية لتوماس كون