تقديم ومدخل الوضع البشري condition humaine: الموضوع المميز للفلسفة
ما هو الموضوع المتميز للفلسفة؟
إنه
الإنسان.
لكن، لماذا الإنسان؟
سبب
هذا التميز يكمن أساسا في الطابع الإشكالي والمعقد للوجود البشري في أبعاده
المتعددة والمختلفة والتي تشكل ما يسميه بعض الفلاسفة بالوضع البشري أو الشرط
الإنساني condition humaine. يتحدد هذا الوضع أو الحالة
الإنسانية بشروط خارجية قد تشكل إكراهات وضرورات تضع إرادة الإنسان وحريته وقدرته
على الفعل موضع تشكيك. فوجوده الأصلي خارج عن إرادته واختياره.ووجوده داخل إطار من
العلاقات الاجتماعية من جهة، والتاريخية من جهة أخرى، إضافة إلى إطار الضرورات
الطبيعية التي تشرط بقوة الوجود الإنساني- الذي يظل مستعصيا على الإدراك وغامضا
إلى الحد الذي يتيه معه العقل في تحديد الشيء ونقيضه (الحرية والضرورة - الوجود والعدم...) وإلى الحد الذي يصبح هذا
الوجود غير معقول حين لا يستطيع الإنسان معرفة مصيره فيسقط في العبث.- فإذا كان من
الناذر جدا أن يرضى احد منا بوضعه البشري وبالتالي يسعى إلى تغييره، فإنه في
المقابل لا أحد منا يستطيع التحكم في مصيره كما يقول الأديب الفرنسي مالرو Malraux في روايته condition humaine.
فهناك على ما يبدو وضعيات و محددات قبلية لا طاقة للإنسان على تغييرها أو التحكم
فيها تشكل شرط وأساس الوجود.
إن ملامح الإنسان تختلف
وانتماءاته تتعدد، ولكن وضعه في الوجود لا يتغير فهو كائن يوجد في العالم كذات
واعية ويرتبط هذا الوجود بعلاقات تفاعل مع الغير ضمن زمان ومكان، أي داخل التاريخ.
فما الذي يميز الوجود البشري ؟ وما هي محدداته؟ وهل هو خاضع للضرورة أم منفتح على الحرية؟