تطبيق على منهجية السؤال : هل الشخص حر أم خاضع للضرورة؟ مطلب الفهم

هل الشخص حر أم خاضع للضرورة؟

   في البدء: ينتظر من التلميذ أن يشتغل على موضوع السؤال في شكل إنشاء فلسفي متكامل ومترابط الأجزاء متضمنا المطالب التالية: الفهم/ التحليل/ المناقشة/ التركيب/ الجوانب الشكلية.
قبل البد في المعالجة لا بد من استحضار المنهجية ووضع خطة عمل وتصميم للموضوع انطلاقا من القراءة المتأنية والمتفحصة للموضوع/ للسؤال... ومن الأنسب رسم خطاطة توضيحية للعمل، أوما يسمى بخريطة ذهنية للموضوع تمثل خارطة طريق تضع من خلالها أهم العلامات في مسار خطوات إنجازك للمطلوب كي لا تخرج عن الموضوع، وحتى تستثمر كل المعطيات المناسبة له.

مطلب الفهم
يتضمن العناصر والخطوات التالية:
    تأطير موضوع السؤال داخل مجاله الإشكالي (المجزوءات والمفاهيم المدروسة) مع محاولة بناء الإشكال من خلال المفارقة ثم إعادة طرح السؤال وما يراهن عليه بصيغة مختلفة، تحيل إلى نفس الإشكالية والمفارقة.
تتوزع نقط الفهم كما يلي:
-        تحديد مجال السؤال وموضوعه 1ن
-        إبراز عناصر المفارقة
-        صياغة الإشكال من خلال التساؤل والمفارقة 2ن
لنحاول تطبيق هذه الخطوات على السؤال:

        من خلال منطوق السؤال يتبين أنه يتناول المجال الإشكالي للوضع البشري الذي يحيل إلى وضعيات الوجود الإنساني وشروط ذلك الوجود. يتخذ هذا الوضع أبعادا مختلفة منها البعد الفردي الذاتي، والمتمثل في مفهوم الشخص باعتباره ذاتا واعية وحرة ومسؤولة قادرة على الفعل انطلاقا من إرادتها واختيارها. وهو ما يبدو لنا لأول وهلة، ذلك أن بعض الناس يعتقدون أنهم يسلكون وفق إرادتهم الخاصة، أي أنهم أحرار، وأنهم يختارون أفعالهم انطلاقا من كونهم كائنات واعية وعاقلة. ومن هنا يمتلكون قيمة أسمى من الكائنات الأخرى. لكن عند إعادة النظر في السلوك الإنساني سنجد كثيرا من الأفعال خاضعة لتوجيهات خارج إرادة الشخص،حيث يطلب منها أن تستجيب وتتوافق مع أنماط للفعل محددة مسبقا. من هذه الاستجابات ما يرتبط بالضرورات البيولوجية الحيوية التي لا يستطيع الإنسان أن يحيا بدونها، أو ما يرتبط بحتميات وإكراهات اجتماعية تقيد الفعل الإنساني. كل ذلك يضعنا أمام مفارقة مضمونها أن الفعل الإنساني يبدو تارة نتاجا لإرادة الشخص الحرة الواعية، وتارة مقيدا بإكراهات وضرورات تلغي تلك الحرية. من هنا ينبع الإشكال الفلسفي حول موضوع الحرية الإنسانية، والذي يمكن أن نعيد صياغته كما يلي: هل الشخص حر أم مقيد؟ وإلى أي حد يعتبر الإنسان فعلا كائنا حرا؟ ألا يخضع لإكراهات وضرورات تلغي تلك حريته؟ ألا يمكن القول بأن الحرية ليست إلا وهما وسرابا؟ وإذا كان الشخص حرا فهل  حريته مطلقة أم أنها مشروطة؟


المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من هم الفلاسفة الطبيعيون أو الحكماء الطبيعيون السبعة؟

ملخص محطات من تاريخ تطور الفلسفة

تحليل نص روسو : أساس المجتمع