وجود الغير عند
سارتر
إن وجود الغير عند
سارتر ليس وجودا أنطولوجيا، بل هو وجود واقعي. فالأنا تجد الغير كواقعة قائمة
أمامها، وخبرة الأنا بالآخر تأخذ صورة الأنا المدركة، أي أنا أخرى تنظر إليها. هذه
النظرة تجعل الأنا موضوعا للآخر، أي شيئا ماديا ينظر إليه من قبل أنا أخرى. وعندئذ
تنتفي الحرية المطلقة للأنا نظرا لوجود آخر يقيدها وينظر إليها على أنها موضوع.
وظهور الآخر يحول عالم الأنا إلى صراع ومنافسة واغتراب وتشيؤ واستلاب، لأن هذا
الغير يجعلني موضوعا ويعطيني قيمتي ويحكم على سلوكي. وهنا يكون الآخر هو خطيئتي
الأصلية. ويكون "الجحيم هو الاخرون" حسب العبارة الشهيرة لسارتر
هكذا يعتبر وجود الغير سلبيا وإيجابيا في نفس الوقت فهو سلبي لأنه يسلبني عفويتي وحريتي وهو إيجابي لأنه ضروري لإدراك ذاتي .
هكذا يعتبر وجود الغير سلبيا وإيجابيا في نفس الوقت فهو سلبي لأنه يسلبني عفويتي وحريتي وهو إيجابي لأنه ضروري لإدراك ذاتي .
موقف سارتر ليس
إلا صدى لموقف هيجل عبر عنه في جدلية العبد والسيد، في تحديد العلاقة الصراعية بين
الأنا والغير.