مفهوم الشخص: تأطير إشكالي
مفهوم الشخص
في الفرق بين الإنسان والحيوان
تأطير إشكالي (محاولة ثانية)
يوجد الإنسان في العالم بمقومات خاصة تجعل منه شخصا يمتلك حقوقا وقيمة
صادرة من كونه ذاتا أخلاقية واعية وحرة ومسؤولة عن أفعالها. لكن الشخص يوجد أيضا،
وقبل كل ذلك، كجسد يطرأ عليه التغير، ويخضع للنمو والتحول المستمر. ويوجد أيضا كفرد بيولوجي وعضو اجتماعي داخل نسق قبلي ووضع محدد سلفا غير أنه داخل هذه التغيرات وهذه الحدود وبموازاتها يعبر عن إحساس داخلي بالوحدة والثبات (الإنية) (أو وحدة الذات)، مستعملا الضمير"أنا"، حيث يرد تلك التغيرات أو الحالات الداخلية أو الخارجية إلى ذات واحدة هي نفس الذات. وهو بذلك يمتلك هوية وقيمة يسمو بها عن الحيوان، حين يعلن عن ذلك وحين يفرض الاحترام والتقدير ويدافع عن كرامته ويثبت ذاته ويتحمل مسؤولية أفعاله في إطار الواجب الأخلاقي... ويقوم بأداء دور أو أدوار داخل المجتمع، وهي أدوار قد تضع وحدة الشخص على المحك، وأيضا حريته واستقلاليته...
وقبل كل ذلك، كجسد يطرأ عليه التغير، ويخضع للنمو والتحول المستمر. ويوجد أيضا كفرد بيولوجي وعضو اجتماعي داخل نسق قبلي ووضع محدد سلفا غير أنه داخل هذه التغيرات وهذه الحدود وبموازاتها يعبر عن إحساس داخلي بالوحدة والثبات (الإنية) (أو وحدة الذات)، مستعملا الضمير"أنا"، حيث يرد تلك التغيرات أو الحالات الداخلية أو الخارجية إلى ذات واحدة هي نفس الذات. وهو بذلك يمتلك هوية وقيمة يسمو بها عن الحيوان، حين يعلن عن ذلك وحين يفرض الاحترام والتقدير ويدافع عن كرامته ويثبت ذاته ويتحمل مسؤولية أفعاله في إطار الواجب الأخلاقي... ويقوم بأداء دور أو أدوار داخل المجتمع، وهي أدوار قد تضع وحدة الشخص على المحك، وأيضا حريته واستقلاليته...
تتمثل المفارقة إذن في كون الشخص فرد بيولوجي
(جسد) واجتماعي (دور). وهو أيضا شخص وذات واعية تختفي وراء الجسد أو وراء القناع.
وهذه المفارقة وغيرها تفرض البحث في إشكال تحديد مفهوم الشخص وأساس هويته وقيمته ومدى قدرته على الفعل الحر بين
الجوهر الخفي وراء الظاهر، والثابت وراء المتغير، والواحد وراء المتعدد، والحرية
وراء الضرورة و القيمة والكرامة وراء التشييء والابتذال. وهذه المفارقة تجعلنا
نعيد طرح التساؤل حول الشخص: فمن هو الشخص؟ وما الثابت وراء المتغير فيه؟ ما أساس
هويته؟ وهل وجوده مع الغير في إطار النسق الاجتماعي والأخلاقي يفقده حريته ويسلبه
قيمته وكرامته، أم أن ذلك هو شرط تحرره وفرض احترامه وتقديره في إطار وجود مشترك
منفتح على الغير؟ وبالتالي هل يستمد الشخص قيمته من ذاته كشخص مستقل له قيمه
الخاصة التي تعارض الآخرين أم يستمدها من خلال الانفتاح والمشاركة والتكامل؟