نص لاشوليي مطلب المناقشة
مطلب المناقشة:
لعل أهمية النص تتمثل في إثارته إشكال الهوية الشخصية... أما قيمته فتكمن في مراجعته لبداهة وحدة الهوية والأنا ووضعها موضع سؤال. ومن ثم إعادة التفكير فيها، بل وتفنيدها( فرضية وحدة ثبات).
كما تكمن قوته أيضا في "الحجج" على اعتبار أنها أمثلة واقعية (وإن كانت الأمثلة لا تمثل حججا فلسفية)، إضافة إلى تماسك بناء النص، وتدرجه في عرض الأفكار، وانتهاجه المنهج الجدلي في عرض التصور الشائع للهوية الشخصية ومحاولة دحضه، ثم إقناعنا بوجاهة تصوره. معتمدا في ذلك على آليات حجاجية أهمها التحليل والتفسير من أجل إقناعنا بأطروحته الرافضة لوجود هوية ثابتة أو أنا واحد. فالتأمل في فكرة وحدة الأنا يكشف أنها قد تكون وهمية، مادام كل واحد منا يقر في حواره الداخلي أو مع الآخرين بوجود حالات ومواقف يحس فيها بأنه ليس هو ذاته، (وكأن هويته انتزعت منه،) وخصوصا عندما يتعلق الأمر بأفعال أو ردود أفعال أخلاقية، أو مشاعر نفسية داخلية، وقد يطرح على نفسه السؤال: هل أنا (أنا الآن) فعلا من قام (هو الماضي) بهذا السلوك أو رد الفعل...؟ وهذا السؤال يشير ضمنيا إلى احتمال وجود أكثر من أنا داخل الشخص. وهنا تكمن قوة النص مرة أخرى في انفتاحه على المعيش الإنساني ومساءلته فلسفيا ونفسيا وتفكيك بداهاته. هذه المساءلة وهذا التحليل قام به عالم النفس فرويد مبينا هو الآخر أن الشخص ليس واحدا. فهويته تعرف التعدد والصراع بين مكوناتها المتناقضة: الغريزية والأخلاقية والواقعية. (الهو-الأنا- الأنا الأعلى) وهنا يكون دور الأنا حاسما في الحفاظ على توازن الشخصية من خلال محاولة التوفيق بين تلك المطالب المتعارضة. وقد يكون ذلك صعبا أحيانا. وهو ما يؤدي إلى الضغط المبالغ فيه على الأنا. وبالتالي إحداث نوع من الاضطراب في الهوية الشخصية...التي تعيش التمزق والتشظي (انشقاق وتمزق تفرق) والصراع بين مكوناتها المتعارضة.
كما تكمن قوته أيضا في "الحجج" على اعتبار أنها أمثلة واقعية (وإن كانت الأمثلة لا تمثل حججا فلسفية)، إضافة إلى تماسك بناء النص، وتدرجه في عرض الأفكار، وانتهاجه المنهج الجدلي في عرض التصور الشائع للهوية الشخصية ومحاولة دحضه، ثم إقناعنا بوجاهة تصوره. معتمدا في ذلك على آليات حجاجية أهمها التحليل والتفسير من أجل إقناعنا بأطروحته الرافضة لوجود هوية ثابتة أو أنا واحد. فالتأمل في فكرة وحدة الأنا يكشف أنها قد تكون وهمية، مادام كل واحد منا يقر في حواره الداخلي أو مع الآخرين بوجود حالات ومواقف يحس فيها بأنه ليس هو ذاته، (وكأن هويته انتزعت منه،) وخصوصا عندما يتعلق الأمر بأفعال أو ردود أفعال أخلاقية، أو مشاعر نفسية داخلية، وقد يطرح على نفسه السؤال: هل أنا (أنا الآن) فعلا من قام (هو الماضي) بهذا السلوك أو رد الفعل...؟ وهذا السؤال يشير ضمنيا إلى احتمال وجود أكثر من أنا داخل الشخص. وهنا تكمن قوة النص مرة أخرى في انفتاحه على المعيش الإنساني ومساءلته فلسفيا ونفسيا وتفكيك بداهاته. هذه المساءلة وهذا التحليل قام به عالم النفس فرويد مبينا هو الآخر أن الشخص ليس واحدا. فهويته تعرف التعدد والصراع بين مكوناتها المتناقضة: الغريزية والأخلاقية والواقعية. (الهو-الأنا- الأنا الأعلى) وهنا يكون دور الأنا حاسما في الحفاظ على توازن الشخصية من خلال محاولة التوفيق بين تلك المطالب المتعارضة. وقد يكون ذلك صعبا أحيانا. وهو ما يؤدي إلى الضغط المبالغ فيه على الأنا. وبالتالي إحداث نوع من الاضطراب في الهوية الشخصية...التي تعيش التمزق والتشظي (انشقاق وتمزق تفرق) والصراع بين مكوناتها المتعارضة.
لكن إلى أي حد يمكن نفي وجود هوية قبلية ثابتة؟ ثم أليست هناك مقومات أخرى لهوية الشخص؟ وهل يمكن اختزال الهوية في الطبع والذاكرة؟
تتمثل حدود أطروحة النص في الاستناد إلى أمثلة ، وإن كانت مستمدة من الواقع المعيش، فإنها لا تشكل حججا قوية تبرر القول بعدم وجود هوية شخصية ثابتة أو أنا واحد ثابت، لأن تلك الأمثلة جزئية وتشكل استثناءات، في حين أن الفلسفة لا تشتغل على الجزئيات، وإنما هي تفكير كلي وعام. هذا إضافة إلى محدودية تأسيس الهوية على الطبع والذاكرة لأنهما يتغيران، فالطبع أو المزاج متقلب كما هو معروف، أما الذاكرة فتشوبها ثغرات وأخطاء. وهكذا يمكن الاعتراض على أطروحة النص بأطروحات فلسفية أخرى تؤكد وجود هوية قبلية تمثل حقيقة الشخص وجوهره في مقابل ما هو متغير. وهنا يمكن استحضار أطروحة تتمثل محدودية أطروحة النص في الاستناد إلى أمثلة ، وإن كانت مستمدة من الواقع المعيش، فإنها لا تشكل حججا قوية تبرر القول بعدم وجود هوية شخصية ثابتة أو أنا واحد ثابت، لأن تلك الأمثلة جزئية وتشكل استثناءات، في حين أن الفلسفة لا تشتغل على الجزئيات، وإنما هي تفكير كلي وعام. هذا إضافة إلى محدودية تأسيس الهوية على الطبع والذاكرة لأنهما يتغيران، فالطبع أو المزاج متقلب كما هو معروف، أما الذاكرة فتشوبها ثغرات وأخطاء. وهكذا يمكن الاعتراض على أطروحة النص بأطروحات فلسفية أخرى تؤكد وجود هوية قبلية تمثل حقيقة الشخص وجوهره في مقابل ما هو متغير. وهنا يمكن استحضار أطروحة ديكارت الذي حاول البحث في هوية الشخص وجوهره من خلال طرح السؤال: أي شيء أنا ؟ من أنا؟ ليصل إلى جواب يقيني وحاسم صاغه في الكوجيتو المشهور: "أنا أفكر، إذن أنا موجود". ويعني بذلك أن الأنا يوجد ويستمر في الوجود من خلال فعل التفكير. أي أن حقيقة الأنا وجوهره وماهيته تتحدد بالتفكير كخاصية جوهرية. كما يمكن الاعتراض على القول بالطبع والذاكرة، فكما أشرنا آنفا، هو تغير الطبع وتعرض الذاكرة للإصابة أو للتلف، ورغم ذلك لا يفقد الشخص هويته، بل يستمر في الإحساس بأناه وبهويته، ما يفرض البحث عن أساس آخر لهذا الإحساس. وهذا ما قام به شوبنهاور الذي يعترض على الذاكرة وعلى العقل والتفكير ويعتبرها عناصر غير ثابتة، وبالتالي فهي ليست جوهرية ولا تمثل حقيقة الشخص وهويته، إنها مجرد مظاهر تخفي الجوهر الذي يتحدد في الإرادة باعتبارها جوهر الذات الحقيقية التي تختفي وراء المظاهر سواء الجسمية أو الفكرية المعرفية. أكثر من ذلك فالإرادة تمثل نواة الوجود التي لا يمكن أن يلحقها التغير أو الاضمحلال. إنها رغبة مندفعة في اتجاه البقاء والحفاظ على الحياة، بل إن هذه الرغبة تعمل على أن تجعل باقي المحددات في خدمتها... وتنفذ أوامرها ونواهيها.
x