درس الوعي : ما الوعي؟ لماذا نمتلك الوعي؟ وكيف تفسره الفلسفة والعلم؟

لماذا نحن كائنات واعية؟

رحلة من رجل الكهف إلى ديكارت

صورة مولدة لرجل يتأمل بوعي


ماذا يعني أن نكون واعين؟

يا عزيزي، أن نكون "كائنات واعية" يعني أننا نعرف أنفسنا ونفهم ما يدور حولنا. تخيّل أنك تلعب لعبة، وأنت تعلم أنك تلعب، وتفكر: "أنا هنا، وأختار ماذا أفعل!" هذا هو الوعي.

نحن البشر كائنات واعية لأن لدينا عقلًا ذكيًا جدًا، يشبه صندوقًا سحريًا! هذا العقل يجعلنا نفكر في أسئلة مثل: "من أنا؟" أو "لماذا أعيش؟" ويُمكّننا من اختيار أفعالنا، مثل أن تقرر: "هل ألعب أم أرسم؟" كما أنه يساعدنا على الشعور بالعالم من حولنا، فنشتم رائحة الزهور، ونسمع أصوات الطيور.


عقلنا هذا يشبه بطلًا خارقًا، يجعلنا نفهم ونحس ونفكر. لذلك، نحن لا نعيش فقط، بل نعرف أننا نعيش! هذا ما يعنيه أن نكون واعيين.

من منظور فلسفي، وعينا كبشر يمكن تفسيره كنتيجة لسعينا لاكتشاف المعنى والغرض في الوجود. الفلاسفة مثل ديكارت ("أفكر إذن أنا موجود") ربطوا الوعي بالقدرة على التفكير والتأمل الذاتي، مما يميزنا عن الكائنات الأخرى.

       هذا الوعي قد يكون انعكاسًا للحاجة إلى فهم مكانتنا في الكون، كما يرى هيدغر، حيث يظهر الوعي كجسر بين الوجود والعدم. إنه يمنحنا القدرة على التساؤل عن "اللماذا" (السبب والغاية) والبحث عن الحقيقة.

بيولوجيًا، الوعي نتاج تطور الدماغ البشري، خصوصًا القشرة الجبهية التي تتحكم في التفكير العالي والإدراك الذاتي. هذا التطور ساعد أسلافنا على البقاء عبر اتخاذ قرارات معقدة، حل المشكلات، والتخطيط للمستقبل. الوعي مرتبط أيضًا بشبكات عصبية معقدة، مثل الشبكة الافتراضية (Default Mode Network)، التي تتيح التفكير التجريدي والتأمل. كما أن التواصل اللغوي عزز الوعي الجماعي، مما سمح بتطوير الثقافة والمعرفة.

باختصار، الوعي مزيج من ضرورة بيولوجية للبقاء ودافع فلسفي لفهم الذات والعالم، مما يجعلنا كائنات واعية تسعى دائمًا للمعرفة والمعنى.

أين تتمثل ضرورة الوعي عند رجل الكهف؟


ضرورة الوعي عند رجل الكهف (الإنسان البدائي ) تكمن في دوره الأساسي لضمان البقاء والتكيف مع بيئته القاسية. الوعي، بمعنى القدرة على إدراك المحيط واتخاذ القرارات، كان ضروريًا لرجل الكهف لتلبية احتياجاته الأولية. على سبيل المثال، كان يحتاج إلى الوعي لملاحظة الأخطار مثل الحيوانات المفترسة، فيتجنبها أو يدافع عن نفسه. كما ساعده الوعي في تمييز الطعام الصالح من السام، وتحديد أماكن الصيد أو جمع النباتات.


بفضل الوعي، استطاع رجل الكهف التخطيط، كصنع أدوات بسيطة مثل الرماح أو إشعال النار للدفء والطهي. أيضًا، الوعي الاجتماعي مكّنه من التواصل مع أفراد قبيلته، مما عزز العمل الجماعي في الصيد أو بناء المأوى. بيولوجيًا، تطور الوعي نتيجة نمو الدماغ، مما سمح له بتذكر التجارب السابقة واستخدامها لتحسين فرص بقائه. باختصار، الوعي كان أداة حيوية لرجل الكهف للتغلب على تحديات بيئته واستمرار وجوده. 

وأخيرا هل الوعي خاصية إنسانية؟




تعليقات