شوبنهاور فيلسوف الإرادة والقلق والتشاؤم

 

بين الحياة والموت: رؤية شوبنهاور الفلسفية


شوبنهاور فيلسوف الارادة والقلق

       يستعرض هذا الموضوع المختصر فلسفة آرثر شوبنهاور، التي تقوم على مفهوم الإرادة العمياء بوصفها القوة المحركة للوجود. يناقش البحث رؤية شوبنهاور للعالم باعتباره صراعًا مستمرًا بين الحياة والموت، حيث تسعى الإرادة الكونية للحفاظ على النوع عبر غريزة البقاء والتكاثر. كما يتناول البحث موقف شوبنهاور من السعادة، التي يراها مجرد تخفيف للألم وليس غاية في حد ذاتها، مما يجعله أحد أبرز الفلاسفة التشاؤميين في التاريخ.

      لقد أقام الفيلسوف الألماني شوبنهاور  فلسفته على مجموعة أسس نلخصها في ما يلي:


أولاً: الوجود عبارة عن مادة مطلقة, فليس في الوجود سوى المادة. ولا نقصد  بذلك أنه ينتمي للفلسفة المادي، أوأنه كان ماديا، لكن المقصود هو أنه لا يؤمن بوجود إله ولا بوجود حساب ولا جزاء ولا عقاب ولا بخلاص أخروي. إنه يركز على الطبيعة والغرائز المحركة للإنسان والحيوان، لكن خلف المادة توجد إرادة عمياء... إن الوجود نتاج صراع لا ينتهي تقوده إرادة لا واعية... 


 ثانياً: العالم عبارة عن إرادة وفكرة (أو تمثل أو تصور).. الإرادة نواة الوجود لذلك فهي سابقة على الفكرة أو التمثل الذي هو مجرد انعكاس للإرادة في وعينا. الإرادة هي تلك الجذور المختفية تحت التراب، أما الفكرة فهي الأغصان والأوراق الظاهرة من الشجرة... 


 ثالثاً: الإرادة الكلية في الطبيعة غايتها الحفاظ على الحياة في الأنواع. هذه الإرادة ليست عقلًا واعيًا يخطط، بل هي قوة عمياء تسعى بشكل غريزي إلى الحفاظ على الحياة واستمرار النوع.: كل كائن، دون أن يدري، يتحرك ويصطاد ويهرب ويتزاوج لأنه مسيّر بهذه الإرادة التي لا تهدأوهكذا، تصبح الحياة عند شوبنهاور صراعًا مستمرًا للبقاء، حيث يُعاد إنتاج الألم والمعاناة عبر الأجيال، لأن الإرادة لا تعرف الراحة أو الاكتفاء


 رابعاًالموت هو عدو الإرادة الكلية, وهو الذي يحاول أن يقضي على الحياة والأحياء, ولكن الإرادة الكلية تهزمه عن طريق غريزة الجنس التي تدفع الأحياء إلى التزاوج والتناسل، وبذلك تعوض الإرادة عن طريق النسل ما يأخذه الموت, وتبقي الحياة والأحياء تحقيقاً لرغبة الإرادة الكلية. الموت يُهدد الفرد، لكن لا يُوقف الإرادةالإرادة الكونية عند شوبنهاور أقوى من الموت، لأنها لا تموت، بل تواصل الصراع عبر الأجيال.


 خامساً: الحياة ليست نعمة، بل الوجود كله شرور وأحزان وشقاء وآلام, وليس في الوجود كله خير قط, ولا يعرف معنى السعادةوأقصى ما يتصور من خير في الوجود، أن تقل شروره نوعاً أو تخف آلامه هوناًالشر والشقاء والتعاسة هي جوهر الحياة, وحقيقة الوجود.

 

تعليقات