"هل نحن فعلاً أحرار في قراراتنا؟ أم أن هناك قوة خفية تدفعنا دون أن نشعر؟"
🚂 قطار
لا يتوقف... وقرارات لا نعرف إن كانت لنا!
تدور أحداث Kabaneri في عالم منهار
تسيطر عليه وحوش قاتلة. البشر محاصرون، لا مأوى لهم إلا داخل قطارات ضخمة محصّنة
تشقّ الطريق وسط الدمار. في هذا العالم القاسي، نتابع شخصية "إيكوما"
الذي يتعرض لهجوم كاباني، لكنه يرفض الموت مثل الآخرين. يتخذ قرارًا مصيريًا: أن
يحوّل جسده إلى نصف بشري نصف كاباني — كابانيري.
لكن هل كان حقًا يملك خيارًا؟ أم أن الخوف، أو الحاجة
للبقاء، أو الرغبة في الانتقام هي من قررت عنه؟
هنا تبدأ الحكاية الفلسفية.
🧠 ماذا تقول الفلسفة عن الحرية والقدر؟
الفلاسفة لطالما تساءلوا: هل
الإنسان حر؟
- 🔸 باروخ
سبينوزا قال: "الحرية مجرد وهم. نحن نتصور أننا أحرار، لكننا في الحقيقة
مقيّدون بسبب ما لا نعرفه من أسباب تتحكم فينا." في رأيه، كل شيء نفعله
له سبب سابق، وبالتالي لسنا أحرارًا بل مبرمجين.
- 🔸 أما
جان بول سارتر، فيصرخ بعكس ذلك: "الإنسان محكوم عليه بالحرية!"، أي
أننا مجبرون على أن نكون أحرارًا، وعلينا أن نتحمل مسؤولية كل ما نفعله، حتى
لو لم نختر الظروف.
- 🔸 كانط
بدوره يرى أن الحرية ليست مجرد فعل ما نشاء، بل هي القدرة على اتباع الواجب
الأخلاقي بإرادتنا. وهكذا، إن كنا نتحكم في دوافعنا الأخلاقية، فنحن أحرار!
إذن... من نصدق؟
وهل ما فعله "إيكوما" كان حرية؟ أم ضرورة فرضتها الظروف؟
🔍 كابانيري
ليس أنمي فقط... بل مرآة لحياتك!
توقف لحظة وفكر:
- هل
اخترت فعلاً مسارك الدراسي، أم فُرض عليك؟
- هل
تختار من تصادق، أم تُجبرك البيئة؟
- هل
تستعمل هاتفك بحرية، أم تدفعك خوارزميات TikTok وYouTube
حيث لا تدري؟
مثلما "إيكوما" واجه قراراته في لحظة ضغط، أنت
أيضًا تواجه يوميًا خيارات تُخيّلك بأنها حرة، لكنها في عمقها محكومة بعوامل خفية:
الخوف من الفشل، ضغط العائلة، إغراء الشهرة، أو حتى الرغبة في القبول الاجتماعي.
💥 فلسفة داخل المعركة
في إحدى حلقات الأنمي، تقف "موموي"، البطلة، بين
خيارين: إنقاذ ركاب القطار أو الفرار لتنجو بنفسها. وتختار القرار الأصعب:
المواجهة. قد تظن أنها حرّة في قرارها، لكن ماذا لو كانت تربت على التضحية؟ أو
أنها تريد أن تثبت شجاعتها؟
هل القرار هنا نابع من إرادتها أم من خلفيتها النفسية والاجتماعية؟
هذه الأسئلة ليست فقط أسئلة شخصيات خيالية. هي نفس الأسئلة
التي تواجهنا في الواقع:
"هل أختار مستقبلي، أم أعيش مستقبلًا خُطط
لي؟"
🧩 من الفلسفة إلى الواقع: أسئلتك تصنع حريتك
كثير من التلاميذ يتعاملون مع حياتهم كأنها "قطار محصّن"،
لا يمكنهم التحكم في اتجاهه. لكن الفلسفة تُعلّمنا أن طرح الأسئلة هو أول خطوة نحو
الحرية.
"لماذا أفعل هذا؟"
"ما الذي يدفعني؟"
"هل هذا قراري حقًا؟"
السؤال الفلسفي يُشبه وقوفك أمام مرآة ضخمة تكشف ما خفي.
وإذا كنت تظن أن الفلسفة مملة، فكر في الأمر من جديد: أليس
الأنمي المفضل لديك مليئًا بهذه الأسئلة؟
🎬 الخاتمة:
فلسفتك هي قوتك!
عندما تقف أمام خيار صعب، تذكر "إيكوما". هو لم
يختر أن يُولد في عالم مدمر، لكنه اختار كيف يتعامل مع مصيره.
الفلسفة لا تقدم لك إجابات جاهزة، بل تفتح لك عينيك على المعركة الحقيقية:
أن تكون حرًّا بحق.
وفي النهاية، قد لا نتحكم في ما يحدث لنا، لكن نتحكم في كيف
نفكر، كيف نرد، وكيف نصنع الفرق.
ومن هنا تبدأ الحرية.
تعليقات
إرسال تعليق