تأطير إشكالي لدرس التاريخ

     


    تبين من خلال الاشتغال على المفهومين السابقين (الشخص  و  الغير) أن الوضع البشري يتخذ بعدين أساسيين هما: البعد الذاتي الفردي الذي يمثله الشخص، والبعد التفاعلي العلائقي الذي يمثله الغير. أما التاريخ، كأحداث ماضية، فيحيل إلى بعد الزمن والسيرورة في الوجود البشري. فكل من الأنا والغير يخضعان لهذه السيرورة، بما هي مجموعة تحولات وتغيرات،
تجعل الإنسان كائنا تاريخيا بامتياز يعي تاريخه (الوعي التاريخي) ويساهم في صنع أحداثه باعتباره مجال حرية الإنسان.  ما يضعنا أمام المفارقات التالية:
-       يحيل التاريخ إلى أحداث الماضي وتتطلب المعرفة التاريخية إعادة بناء تلك الأحداث في الحاضر.
-       تسير الأحداث التاريخية حسب ما يريده الإنسان لأنه صانعها، أي أنها تخضع لمنطق ما، لكنها أيضا تتعالى على الإنسان وتفلت من قبضته فتسقط في الصدفة والعرضية.
-       يعي الإنسان تاريخه ويصنعه كمجال لتجسيد حريته، لكنه في المقابل خاضع للتاريخ وصنيعة له.
ويمكن تفريغ هذه التقابلات في الإشكالات والتساؤلات التالية:
إذا كان التاريخ يحيل إلى أحداث الماضي، فكيف يمكن معرفة أحداث مضت وانقضت؟ وما هي الصعوبات المنهجية التي تعترض عملية بناء المعرفة التاريخية في الحاضر؟
وإذا كان التاريخ مجال وعي وحرية الإنسان، فهل يعني ذلك قدرة الإنسان على التحكم في أحداث التاريخ وصناعتها وفق منطق معروف سلفا، أم أن أحداث التاريخ لا منطق لها وإنما هي نتاج الصدفة والعرضية؟
وبالتالي أي دور للإنسان في التاريخ؟ هل الإنسان، باعتباره كائنا حرا، صانع التاريخ أم أن التاريخ هو الذي يصنع الإنسان ما يجعل هذا الأخير خاضعا له؟

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من هم الفلاسفة الطبيعيون أو الحكماء الطبيعيون السبعة؟

أسطورة خلق الكون اليونانية

ملخص محطات من تاريخ تطور الفلسفة