الوضع البشري درس الشخص محور الشخص و الهوية
درس الشخص
محور الشخص و الهوية
يتخذ الوضع البشري أبعادا متعددة ومختلفة لعل أهمها البعد الفردي الذاتي الذي يحيل إلى الشخص. يمكن تحديد هذا الأخير تحديدا أوليا باعتباره كائنا مفكرا عاقلا وحرا ومسؤولا
. يظهر الشخص قبل ذلك كوحدة بيولوجية، مستقلا بجسده عن الآخرين، وفي نفس الوقت مشاركا لهم في مجموعة من الخصائص أهمها الوجود. لكن هذا الشخص تلحقه تغيرات وتحولات كثيرة طيلة حياته منها ما هو بيولوجي ونفسي واجتماعي. وهو في المقابل يلازمه إحساس بأنه هو ذات الشخص رغم تلك التغيرات. بحيث يشعر أنه هو هو في تطابق مستمر مع ذاته. هذه المفارقة تدفعنا إلى التساؤل حول مصدر ذلك الإحساس بالوحدة والتطابق: فمن أين يستمد الشخص هذه الوحدة؟ وهل بالفعل هناك هوية ثابتة للشخص؟
محور الشخص و الهوية
يتخذ الوضع البشري أبعادا متعددة ومختلفة لعل أهمها البعد الفردي الذاتي الذي يحيل إلى الشخص. يمكن تحديد هذا الأخير تحديدا أوليا باعتباره كائنا مفكرا عاقلا وحرا ومسؤولا
. يظهر الشخص قبل ذلك كوحدة بيولوجية، مستقلا بجسده عن الآخرين، وفي نفس الوقت مشاركا لهم في مجموعة من الخصائص أهمها الوجود. لكن هذا الشخص تلحقه تغيرات وتحولات كثيرة طيلة حياته منها ما هو بيولوجي ونفسي واجتماعي. وهو في المقابل يلازمه إحساس بأنه هو ذات الشخص رغم تلك التغيرات. بحيث يشعر أنه هو هو في تطابق مستمر مع ذاته. هذه المفارقة تدفعنا إلى التساؤل حول مصدر ذلك الإحساس بالوحدة والتطابق: فمن أين يستمد الشخص هذه الوحدة؟ وهل بالفعل هناك هوية ثابتة للشخص؟
يمكنك مشاهدة الفيديو أومتابعة القراءة
في محاولة لمقاربة هذه الإشكالية نستحضر تصور الفيلسوف
التجريبي لوك الذي
يعتبر أن ما هو ثابت في الشخص وملازم لجميع الأفعال والأحاسيس الصادرة عن الشعور او الوعي باعتباره
إدراكا حسيا. وهو ما يجعل الذات هي نفسها في مختلف الأزمنة والأمكنة. هذا الشعور
يمتد في الماضي والحاضر ويشكل تبعا لذلك ذاكرة الشخص. .. نفس الموقف يتبناه الفيلسوف العقلاني ديكارت صاحب الكوجيتو المشهور الذي يقول
"أنا أفكر إذن أنا موجود"، هذا يعني أن الهوية الشخصية تقوم على الفكر مادام الشخص كائنا مفكرا
جوهره العقل والوعي.
في مقابل هذا الأطروحات المؤكدة على جانب الوعي والتفكير نجد أطروحة شوبنهاور الفيلسوف
الألماني تركز على جانب الإرادة
التي تمثل جوهر الذات الحقيقية التي تختفي وراء المظاهر سواء الجسمية أو الفكرية
المعرفية. أكثر من ذلك فالإرادة تمثل نواة الوجود التي لا يمكن أن يلحقها التغير
أو الاضمحلال.
يبدو من خلال التصورات الفلسفية
أنها تقارب إشكالية الهوية الشخصية كمعطى جاهز فطري قبلي خارج إطار الزمن، بحيث لا
يخضع لأي تحول أو تغير. وهو ما يعترض عليه التصور السيكولوجي الذي تمثله مدرسة
التحليل النفسي مع الطبيب النمساوي فرويد الذي يركز على الجانب اللاواعي المختفي وراء الوعي، والمعبر عن ذلك النوع من
التفاعل بين الغرائز والذات والواقع الخارجي، أي بين رغبات الشخص وإمكانيات
إشباعها. يترتب على ذلك أن الهوية ليست ثابتة وإنما تنمو وتتحول بفعل الصراع بين
مكوناتها المتعارضة (الهو- الأنا- الأنا الأعلى).
أما التصور الاجتماعي فيحدد هوية الشخص في تكوينها الاجتماعي وبما تكتسبه
من قيم وعادات ومواقف وما تقوم به من أدوار تتوافق والنموذج الثقافي للمجتمع... ما
يجعل تلك الهوية تتسم بالتغير والاختلاف حسب الوسط الاجتماعي.
كتركيب عام يتبين وجود اختلاف
وتعدد في المواقف الفلسفية والعلوم الإنسانية بصدد إشكالية الهوية الشخصية، وذلك
يعود إلى تعقدها وتعدد أبعادها. ذّلك أن الهوية هي هذا الكل الذي لا يمكن تجزيئه
أو اختزاله في مكون أو بعد واحد. إنها هذا الجسد الذي يعتبر الموضوع الأول للإدراك
الحسي باعتباره وحدة بيولوجية لا استمرارية للشعور أو للوعي ولا للذاكرة خارج نطاق
الجسد. وهو يرتبط أيضا بالإرادة كرغبة قد تكون واعية أو لاواعية في الحياة وتشبث
مستميت بالوجود من خلال فرض الذات وإضفاء قيمة على وجود الشخص، فما الأساس الذي
تقوم عليه هده القيمة؟
اقرأ أيضا: