تطبيق على منهجية السؤال : هل الشخص حر أم خاضع للضرورة؟ مطلب التحليل




يمكنك أيضا  مشاهدة الفيديو 






مطلب التحليل:
 يتضمن العناصر والخطوات المنهجية التالية:
-        تحديد دلالة المفاهيم والألفاظ التي يتكون منها السؤال
-        ثم تحديد العلاقة بينها
-        الكشف عن "الأطروحة المفترضة" في السؤال أو ما يراهن عليه السؤال والعمل على تحليلها وتفكيك عناصرها.
تتوزع نقط التحليل كما يلي:

  -        تحليل عناصر الإشكال وأسئلته الأساسية 2 ن
-        توظيف المعرفة الفلسفية الملائمة: ب
-        استحضار المفاهيم والاشتغال عليها 2 ن
-        البناء الحجاجي للمضامين الفلسفية 1 ن
هنا مثلا يمكن تحديد دلالة الألفاظ والمفاهيم التالية: هل – الشخص – حر – خاضع – ضرورة. ثم إبراز العلاقات بينها للكشف عن إمكانيات الجواب التي يحتملها السؤال. لذلك يمكن البدء بالأطروحة الأولى القائلة بالحرية (سارتر)،  ثم الانتقال إلى الأطروحة القائلة بالضرورة (سبيينوزا –علوم الإنسان). على أن يتم تناول الأولى في التحليل والثانية في المناقشة وأطروحة تركيبية تتخذ موقفا وسطا (مونيي).
يمكن ان نحلل كما يلي:
    بالوقوف عند منطوق السؤال نجد أنه يتضمن ألفاظا ومفاهيم ينبغي تحديد دلالتها وعلاقة بعضها ببعض. ننطلق من مفهوم الشخص- الذي سبق تحديده في التقديم ولا بأس من التذكير به- فهو يعني تلك الذات الواعية العاقلة الحرة المسؤولة عن أفعالها .وتعني الحرية القدرة على الفعل أو عدم الفعل انطلاقا من إرادة الشخص واختياره الواعي والمسؤول المستقل عن أي إكراه. أما كلمة خضوع فتشير إلى الرضوخ والانقياد والاستسلام لقوة أعلى أو إرادة أقوى من إرادة الشخص. وكلمة ضرورة تعني كل ما ليس منه بد، أي كل ما لا يمكن التخلي عنه، وهي ترتبط بمعاني الإكراه والإجبار والإلزام.. هذه المفاهيم ترتبط بعلاقة تعارض يظهر جليا من خلال التقابل بين مفهومي الحرية والضرورة، حيث يبدو الشخص تارة متمتعا بالحرية مستقلا بذاته وتارة أخرى خاضعا للضرورة تابعا ومنقادا. هذه المفارقة انعكست على التناول الفلسفي لهذا الإشكال، حيث توزع الفلاسفة إلى فريقين أحدهما يدافع عن حرية الشخص والآخر يعتبره خاضعا للضرورة. لذلك سنعمل في مرحلة أولى على تحليل الأطروحة القائلة بالحرية ثم ننتقل إلى مناقشتها بتلك القائلة بالضرورة مع إمكانية التوفيق بينهما لاحقا.



    فمما لا شك فيه أن كل واحد منا يعتقد انه حر ويتصرف بمحض إرادته وتبعا لقدراته الشخصية. يبدو هذا الأمر من المسلمات لدى الكثير من الناس. فمادام الشخص كائنا عاقلا يستطيع التمييز بين الخير والشر فهو قادر تبعا لذلك على أن يختار الفعل المناسب أمام الوضعية المناسبة. هذا الاعتقاد يزكيه التصور الفلسفي لسارتر الذي يؤكد أن الشخص حر، وحريته تقتضي أن يفعل ويختار ويسعى دائما لتحقيق ذاته بالتعالي على وضعياته الراهنة وتجاوزها، والوثب إلى تحقيق إمكانية من إمكانيات الذات اللانهائية. ما يجعل منه مشروعا منفتحا على المستقبل. ذلك أن الإنسان سيكون بفعل ما سيصنعه بنفسه، فهو ليس إلا ما يفعل. أي أنه يمتلك قرار بناء وتشكيل شخصيته كما يريد. بممارسة مجموعة من الأنشطة كالشغل والانتماء إلى جمعية أو حزب أو اختيار عمل... في استقلال تام عن أي إكراه أو إلزام خارجي. إن الشخص يختار ذاته بذاته ولذاته وأيضا للآخرين، ويتحمل مسؤولية ذاته والآخرين، ويتحكم في مصيره، ولا يمكنه أن يلوم الظروف أو الوالدين أو المجتمع لأن حريته كاملة ومسؤوليته كذلك كاملة.
    هكذا نستنتج مع سارتر أن الشخص حر وهو يتحدد بالمشروع الذي يختاره في تجاوز وتعال مستمر على وضعيته الأصلية بواسطة الأنشطة التي ينجزها لتحقيق إمكانياته اللانهائية.
   لكن إلى أي حد يعتبر الإنسان فعلا كائنا حرا، ألا توجد إكراهات وضرورات تلغي تلك 
الحرية؟ ألا يمكن القول بأن الحرية ليست إلا وهما؟






المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من هم الفلاسفة الطبيعيون أو الحكماء الطبيعيون السبعة؟

ملخص محطات من تاريخ تطور الفلسفة

تحليل نص روسو : أساس المجتمع