هل فعلا... "لا تستطيع" ؟

قرأت كتاب كيوساكي "الأب الغني الأب الفقير " فأوحى لي بما يلي وأردت أن أشارككم ....

أن تقول لنفسك إنني "لا أستطيع ذلك" يعد كذبا. والمرء يعرف أن ذلك
كذب بالفطرة. كان أبي الثري يقول: " إن بالمرء قوة عظيمة، قوة تعرف أن بوسعها القيام بما يحتاجه". وعندما يركن إلى عقل كسول يخبره بأن ليس بوسعه القيام بالأمر " تندلع داخل المرء حرب مريرة، إذ تغضب روحه فيما يتخذ عقله الكسول موقف المدافع عن الكذب. وتصرخ الروح قائلة: " لنذهب للعمل ونقوم بالأمر" فيما يجابها العقل الكسول قائلا: " لكنني متعب وأجهدت بالعمل اليوم". أو تقول روح الفرد:" لقد سئمت وتعبت من الفقر، لننطلق ونعمل على تحصيل الثروة فيجيبها العقل الكسول قائلا:" لا، فالأثرياء جشعون، وهذا ليس آمنا، ولدي أعمال كثيرة، والوقت لا يكفي..."

كما أن قول المرء ليس بوسعي القيام بالأمر" يجلب عليه حزنا ويأسا قد يقوده للجزع والاكتئاب في أغلب الأحيان. والفتور هو نتيجة أخرى لما يصيب المرء جراء قوله هذا.
 أما " كيف يسعني القيام بالأمر؟" فهي مقولة تفتح أمام المرء باب الخيارات والحماسة والحلم. ولهذا لم يعن أبي في كثير بما يريد الفرد شراء، بل بالكيفية التي تولد بها مقولة: كيف لي أن أقوم بالأمر"؟ عقلا متينا وروحا طموحة. 
ولهذا قلما منحني أنا ومايك أي شيء، بل كان بدلا من هذا يسألنا: كيف لكما بالحصول على ما تريدان؟"، وكانت الجامعة هي أحد الأشياء التي أردناها، و أدينا مقابلها دون عون من أحد. ولم يكن يهتم بتحقيقنا هدفا معينا، بل كان السعي لتحقيق هذا الهدف هو ما أراد منا أن نتعلمه.
كيف الخروج من  سباق الفأر .. كان الأهم هو الخروج من دائرة العجز ومن عقيدة " لا يمكنني أبدا القيام بذلك". عندما تقول ذلك ستغلق أمام روحك وعقلك كل المنافذ وستمنعهما من التفكير والمحاولة.

ليكن شعارنا كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " أنا لها ".
حينها ستنشط روحك وتفرح لأنك أطلقت لها العنان، وسيبدأ عقلك في التفكير، وستغمرك طاقة عجيبة وأنت تحاول وتحاول وتحاول ... حينها لن تصدق نفسك ... سترجع إلى الوراء لتتأمل ما قمت بإنجازه وتصرخ قائلا :" لقد فعلتها" .. هل حقا أنا الذي فعلتها ...  نعم أنت ... ومن غيرك يستطيع ذلكّ، بل الكل بمقدوره ذلك لأن الكل فيه نفخة من روحه تعالى، شيء من عظمة الله وقوته وعلمه وحلمه... وعندما تقول لا أستطيع فأنت تهين روحك التي هي جزء من الله فيك أودعها داخلك، وبها تستطيع فعل المعجزات، لأنك انت نفسك معجزة.

داخل كل واحد منا عبقرية وذكاء خارق لكننا لا نشغله ونتركه في سبات عميق.