تأطير إشكالي لمفهوم الغير


الغير هو أنا بالنسبة لك، وهو أنت بالنسبة لي. إنه الآخر الذي يشبهني ويماثلني ويشاركني الوجود، لكنه ليس أنا، إنه الآخر الذي يختلف عني وينفيني.. وجوده بالنسبة لي ضروري، لكنه مصدر إزعاج لي. عدم الغير عقوبة للأنا، كما هو وجوده...
 هذا الوجود المضطرب للغير في علاقته بالأنا يعمق الإشكالات التي يثيرها هذا المفهوم. فهو من جهة مماثل ولكنه من جهة أخرى مخالف، وهو أيضا "مصدر سعادتي"، لكنه أيضا مصدر شقائي، وجوده ضروري لكنه ليس كذلك أحيانا... هذه المفارقات تجعل مفهوم الغير مشكلة بالنسبة للأنا ودافعا إلى التساؤل حول طبيعة وجوده وعلاقته بالأنا. فما الذي يمثله وجود الغير بالنسبة للأنا؟ هل هو عامل نفي وتهديد أم عامل إثبات وتأكيد؟ هل هو إلغاء للأنا أم شرط وجوده؟
وإذا كان الغير يشبهني ويختلف عني في نفس الوقت، فهل يمكنني معرفته بناء على معرفتي لذاتي، أم أن اختلافه عني يجعل معرفته مستحيلة؟ 
وبما الغير يشاركني الوجود فما هي العلاقات المترتبة على ذلك؟ هل هي إيجابية أم سلبية؟ وعلى أي أساس تقوم؟ وكيف يمكن التأسيس لعلاقة قائمة على ما هو أخلاقي؟

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من هم الفلاسفة الطبيعيون أو الحكماء الطبيعيون السبعة؟

أسطورة خلق الكون اليونانية

ملخص محطات من تاريخ تطور الفلسفة