العنف المحور الأول طبيعة العنف وأشكاله
يشير العنف عموما إلى الإفراط في استعمال القوة بهدف الاخضاع أو الحاق الضرر والاذى بالآخر، وهو بذلك يتعارض مع القانون والعقل والكرامة. وقد راهنت الجماعة السياسية على تخليص الانسان من العنف، لكن الملاحظ أنه لا يزال يهيمن على العلاقات يين الافراد والجماعات والدول. فهل معنى ذلك أن العنف طبيعي و فطري لا يمكن استئصاله؟ ألا تساهم الانماط الثقافية للمجتمع في توجيه العنف وتنظيمه؟ وماهي أشكال وتمظهرات العنف ؟ وهل ينحصر في العدوان بين الافراد أم يتجاوزه إلى مظاهر أخرى مادية ورمزية؟ من بين كل عوامل العنف تحتل العدوانية مكانا مميزا لانها دائمة الحضور والتجلي، إذ نجدها في صلب الصراعات...انها تنطلق ساعة ينفك العنف من أغلاله وتبلغ الاوج في اشباع الميول التي تدمر الناس والممتلكات. وقد حاول لورنتز تفسير هذه العدوانية بالمقارنة مع الحيوان فلاحظ أن الصراع عند هذا الأخير ينتهي ويتوقف في حدود معينة لاتصل إلى القتل، مبينا وجود آليات كبح بيولوجية داخل الجهاز العصبي، وظيفتها حفظ النوع. في المقابل يفتقد الإنسان هذه الآليات ما يجعله يصل في صراعه مع أخيه الإنسان إلى القتل والإبادة. وهذا ما أكده العالم