مجزوءة المعرفة : تقديم


تقديم أول:


تبين لنا في درس التاريخ  أن المعرفة بالماضي يتم بناؤها وفق منهج محدد، فهي ليست جاهزة ولا معطاة. وهذا هو شأن كل معرفة إنسانية مهما تعددت موضوعاتها ومجالاتها. إنها نتاج جهد إنساني عقلي منهجي يتوخى في النهاية تأسيس معرفة يقينية بظواهر الطبيعة والإنسان. لكن الملاحظ أن المعرفة بالظواهر الطبيعية حققت نتائج باهرة على مستوى الفهم والتفسير والتنبؤ ومن ثم التحكم والسيطرة، كإعلان عن انتصار العقل وفتوحاته التي اتجهت هذه المرة صوب الإنسان نفسه، فكانت العلوم الإنسانية محاولة لبناء معرفة بالإنسان اقتداء بالعلوم الطبيعية ومناهجها. وهنا أصبح الإنسان الذات هو نفسه الإنسان الموضوع. غير أن النتائج كنت مخيبة للآمال على المستوى المنهجي وعلى مستوى الحقائق المتوصل إليها. وهو ما أدى إلى مراجعة ذلك التوجه القاضي بإخضاع الظاهرة الإنسانية لمناهج العلوم الطبيعية. فالإنسان ليس شيئا، إنما هو ذات حرة واعية... ما يستدعي إبداع مناهج خاصة تأخذ بعين الاعتبار تلك المعطيات في أفق سعي العقل لتملك الحقيقة: حقيقة جميع الظواهر.

عبد الله مرشد

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من هم الفلاسفة الطبيعيون أو الحكماء الطبيعيون السبعة؟

الحرية والقانون Freedom and Law

تحليل نص روسو : أساس المجتمع