إن مقابلة أفلاطون لسقراط هي التي حركت في نفس أفلاطون وأشعلت فيها نيران الفلسفة. وإن الانطباع الذي خلفه سقراط، وذكرى سقراط التي لا تنسى هي التي أذكت في نفسه، طوال حياته، الشعلة التي ما زالت تضيء أنفسنا حتى اليوم. فسقراط الفيلسوف الوحيد الذي عرفه العالم، سقراط صديق الآلهة، أفضل الناس واحكمهم، سقراط هذا حكم عليه مواطنوه بالموت. ... إن إدانة سقراط كانت امرا لا مفر منه، وله مغزاه: فسقراط كان "يجب" أن يموت لأنه كان "فيلسوفا"، كان يجب أن يموت لأنه لم يكن هناك مكان له في المدينة. ... أليس هذا هو من جهة أخرى درس سقراط الذي لم يشأ أبدا أن ينفصل عن المدينة أو يعصي قانونها، حتى ذلك القانون الجائر الذي أدانه، أو يهرب ليفلت من العقاب؟ ... ومرة أخرى ما العمل إذن إذا لم يستطع الإنسان لا الحياة في المدينة ولا أن يعزل نفسه منها؟ ليس هناك وى وسيلة واحدة للخروج من هذا المأزق: يجب إصلاح المدينة. ... ولكن من يستطيع إصلاح المدينة الظالمة والجاهلة - وهي ظالمة لأنها جاهلة - إذا لم يكن هو ذلك الذي "يعلم" وبعبارة أخرى، الفيلسوف؟ ولكن المعرفة ل